الحلقة الـ 30 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :  يابني ..  كرر التجربة مرة أخرى  .

......................................                                                                                                                                                                                                                                                  

عندما يقوم الطفل بالعمل ويخطأ في تنفيذه .. يعد تكراره له بتشجيع من الأب أو الأم أفضل ما يمكن أن يقوم به لكي يثق في نفسه ويتقن ذلك العمل .. لإن ذلك التكرار يمنح الطفل فرصة أخرى لكي يؤكد لنفسه أنه قادر على  يتصرف  دون أن يخطأ  .

ولنستعرض مثال يوضح كيف نطبق كآباءأسلوب  "دعنا نكرر ما تقوم به من عمل لتتقنه "

  نسمه في  السادسة  من عمرها ..دخلت البيت قادمة من المدرسة..رمت صندوق أكلها على أرضية البيت بلا مبالاة ..و وضعت معطفها على الكرسي في الصالة .

قالت لها والدتها بحزم .

" نسمه ..لقد  وضعت  أشيائك  في الأماكن الغير مخصصة لها .. صندوق أكلك يجب أن تضعيه في المطبخ ومعطفك يجب أن تعلقيه في دولاب ملابسك .. والآن عودي إلى الباب   لتفعلي ما قلته لك الآن  مرة أخرى " وأعطت الأم إبنتها  الصندوق والمعطف  لتنفذ  ما أمرتها به .

وهذا مثال آخر لشاب  في  الثامنة عشر من عمره يدعى هشام ..  طلب  من والده  مفتاح سيارته ليذهب إلى بيت  صديقه .. فطلب منه والده  أن يصبرحتى ينهي ما كان يقوم به من عمل للبيت   .إلا إن ابنه رد عليه دون احترام قائلاً

" هل يمكن لعبدك الصغير أن يأخذ سيارتك ويذهب بها إلى بيت صديقه "

نظر إليه والده بغضب ورد عليه بحزم

" أنالن أعطيك المفتاح ما دمت تكلمني بهذه الطريقة الغير مؤدبة "

ثم قال له " أعد الآن سؤالك مرة أخرى بالطريقة التي ذكرتها "

قال الإبن بنبرة تدل على احترام والده

" هل يمكنني أن أستخدم السيارة لإذهب إلى بيت صديقي ؟"

وافق والده فوراً  وقال له " أشكرك على سؤالك بالطريقة الصحيحة "

علي في السابعة من عمره طلبت منه والدته أن ينتبه في سياقته للدراجة ..لكنه سار مسرعاً  وفجأة سقط على الأرض وأخذ يبكي .

قالت له والدته " إنهض الآن ..واسمع كلامي ..إمسك الدراجة جيداً ولا تسرع ..جرب مرة أخرى "

نهض على وأعاد التجربة ..ولف لفة كاملة وعاد إلى والدته مبتسماً

قالت له والدته " حسناً فعلت ..لا تسرع مرة أخرى "

هناء  طفلة في  الثامنة  من عمرها تلعب   لعبة القفز على الحبل أمام الييت .. كانت طريقتها عنيفة وقد تضر  بظهرها إذا استمرت بالقفز بنفس الأسلوب  .

قالت لها أمها " لم نكن نلعب هذه اللعبة هكذاعندما كنا أطفال "

وأخذت منها الحبل لتعلمها كيف تقفز قفزاً سليماً .. وطلبت منها أن تجرب مرة وأخرى حتى تجيد اللعبة .

لقد ذكرت من قبل عدة أمثلة شبيهة بهذه الأمثلة الهدف منها تعليم الطفل كيف يتصرف بإسلوب صحيح ....فيقوم بتطبيقه  إما بهدف أن يتعلم الصح من الخطأ في التصرف ..أو في أحيان أخرى لكي لا يفقد ثقته بنفسه  بإنه لايستطيع القيام بما هو مطلوب منه بطريقة صحيحة ..ومع التكرار سيتقن  الطفل القيام بالعمل المطلوب منه أو الذي يريد القيام به .

# اكتشاف الخيارات :

أحياناً لا يدرك الأبنا ءأن  هناك خيارات أخرى أمامهم ليحلوا بها مشاكلهم أوليتصرفوا بطريقة صحيحة .. لذلك على الآباء تعليم أبنائهم كيف يمكنهم من اكتشاف هذه الخيارات   البديلة للسلوك  و تشجيعهم على  تحمل مسؤليتها   .

  إن هذه الطريقة في الإمكان استخدامها لتعليم الأبناء مهارات حل  مشاكلهم  .. أو عندما يطبق الأب مثلاً نتيجة كان قد حددها لقيام إبنه بفعل ما ..فيضع أمامه إختيارات بديلة لكي يختار  أحدها ويطبقه ليتحمل نتيجة ما يقوم به   .

 إلا إن علي أن أوضح أسلوب اكتشاف  الخيارات  يناسب الأبناء  المراهقين وما فوق لإنه بحاجة إلى مهارات التفكير التجريدي ..والقدرة على التفكير رأساً  في المستقبل .

لكن  قد تصلح هذه الطريقة للأطفال الأقل عمراً .. بإن   يقترحوا هذه الخيارات ويمزجوها مع نموذج المثل الأعلى ..ويتبعوها "بإسلوب جرب مرة أخرى " الذي ذكرته  لكي تكون عملية التعليم للطفل  لها تأثير فعال على سلوكه 

[email protected]